نظمت حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" ندوة حوارية في الرابطة الثقافية في طرابلس بعنوان "طرابلس من ضحية للنظام الطائفي الى رافعة لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة وقادرة".
وشارك في الندوة السيدة ناريمان الشمعة والدكتورة مهى كيال والسيدة نهلا الشهال والاستاذ سامر أنوس والدكتور شربل نحاس.
وتحدثت الدكتورة نهلا الشهال قائلة ان طرابلس تشكو من تجاهل الدولة و لكن لا دولة في لبنان ولا في طرابلس ولا في غيرها و غياب الدولة في طرابلس اقسى من ايّ مكان آخر.
واضافت الشهال ان لوم الطوائف الاخرى على مشاكل طرابلس جزء من عقم النظام الطائفي الذي لا يمكن ان يولِّد غير الأزمات. كما دعت اهالي طرابلس الى عدم الوقوع بخطأ التصويب, فالمشكلة ليست في الموارنة ولا في الشيعة بل في غياب الدولة.
واعتبرت ان مفتاح حل المشاكل في طرابلس هو الدولة في لبنان و مدينة طرابلس فرصة للبنان كونها تتمتع بمقومات ذاتية (مرفأ، المعرض، ..) تمكنها من لعب دورها.
وتحدث الوزير السابق شربل نحاس فرأى" انه بناء على محدودية نجاحات محاولات سابقة (هيئة التنسيق النقابية و أزمة النفايات). لا بد من وعاء سياسي منظم لمواجهة سلطة فاشلة ، مواجهة سياسية".
واضاف:"في أول أيار أصرينا كحركة على أن نكون في طرابلس بمناسبة عيد العمال لأن طرابلس المكان الذي تتظهر فيه آليات إستغلال العامل بأبشع صورها".
وتابع نحاس:" طرابلس مسارها مختلف عن بيروت فهي متجذرة في محيطها و ترتبط عضويا بهم,وهذا ما جعلها تستمر على حيويتها الداخلية لفترة سنة إلى حين الحرب الأهلية مع أن الظروف كانت تستدعي عكس ذلك. بعد الإستقلال إستمرت بيروت في تجاهل محيطها . امّا طرابلس وجدت نفسها ضمن مجال بيروت،وفي الإتجاهين يوجد فشل" .
وقال:"طرابلس أقل مدينة تعرضت للدمار و لآثار الحرب الأهلية لكنها الأكثر تأثرا بمفاعيل الحرب الأهلية التي أضعفت الدولة. فطرابلس إنفصلت عن مجالها ضمن لبنان و حواليه كل الحكام في سوريا تعمدوا تشكيل المجال مع طرابلس. هذا التوجه لم يكن قائما في لبنان, و فصلت عن محيطها القريب طرقات دائرية لتجنب الدخول في تقسيم طرابلس، فتمدد القسم الفقير شمالا بمدينة لا علاقة لها بطرابلس".
ولفت نحاس الى انه بإمكان البلديات أن تكون أداة للفصل. فزعماء طرابلس تأقلموا مع هذا الوضع عندما تلمسوه يتكوّن فوجدوا مجالا لإستغلاله من خلال طريقتين الأولى بالقول بأن لديهم فقراء و الثانية هي استغلال فقر هؤلاء لشد عصبيتهم لتعزيز فصل طرابلس. طرابلس هي المدينة التي تضم أعلى نسبة فقراء و أعلى نسبة أصحاب ثروات في الوقت عينه. يتاجرون بالبشر و بالأرض و يستغلون فقر الناس لجعلهم وقودا لرسائل بريدية و لإذلالهم و استزلامهم تحت إطار الإحسان فيشترون ولاءهم".
واضاف:"حركة مواطنون و مواطنات في دولة تعتبر أن من واجبها أن تكون في الأول من أيار في طرابلس بعد الغاء قانون العمل في المنطقة الصناعية الجديدة".واضاف:"الإقتصاد قائم على تصدير الشباب و استيراد الأموال ، والسلطة ليست بحاجة إلى شعب بل إلى عسكر و أموال و طرابلس لا لزوم لها في هذا النظام.وكسر هذا النمط يبدأ بالبلدية".
من جهتها رأت الدكتورة مهى كيال التي شاركت باعداد دراسة بعنوان "استراتيجية طرابلس 2020- عن التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية أن "طرابلس ضحية ومساهمة في كونها ضحية".واضافت:"تراث طرابلس متروك ومهمل يُصرف عليه الملايين,طرابلس لديها مميّزات خاصة بامكانها العمل على القدرات المحلية والداخلية وتلعب دورا جوهريا لتكون رافعة للوطن".
واختتمت كيال:"نريد فاعلين محليين لينشؤوا كرة الثلج في طرابلس للدفاع عن الحقوق وزرعهم في السلطة". وهو ما تقوم به حركة "مواطنون ومواطنات في دولة.
وتلتها كلمة للسيدة ناريمان الشمعة قائلة:" ان البلدية كانت الوسيلة لاستغلال طرابلس حيث مورست السمسرات والاعمال المافيوية".
وقارنت الشمعة بين جبيل وطرابلس,وذكرت انّ طرابلس أفقر مدينة على البحر المتوسط في حين ان جبيل أفضل مدينة سياحية على البحر المتوسط.
ولفتت الشمعة أنّه في حين كانت الاشتباكات مشتعلة في طرابلس كانت البلدية لاهثة وراء ردم البحر وهو مشروع خاص بعكس ما يُروّج له على أنه "تنموي وسياحي".
واشارت الشمعة الى أن حملة "بحرنا وبرّنا" نجحت بتفشيل التصويت على المشروع 16 مرّة في البلدية في حين وصل سعر صوت العضو البلدي الى 100 الف دولار للتصويت لصالح المشروع".
واختتمت الشمعة الى ان الجهود في طرابلس تحوّلت الى ايقاف الضرر بدل الانماء والحد منه قدر الامكان.
وذكر السيد سامر أنوس في كلمته:"ان طرابلس شهدت صراع بين الناصريين وغير الناصريين وكانت ضحية للحرب الاهلية وحكومات ما بعد الطائف التي كرسّت الفساد والمحاصصات, وبعدها ضحية لقوى 14 و 8 اذار والوسطيين وطرابلس ضحية الحرب السورية التي توقد نيرانها من فقراء طرابلس من خلال جولات قتالية كلّفت نصف مليون دولار ذخيرة واسلحة, طرابلس ضحية تعرف جلادها".